قصة موسى والخضر: دروس في الصبر والعلم من القرآن الكريم
مقدمة:
قصة موسى والخضر من القصص القرآنية العجيبة التي تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في الصبر، والتواضع في طلب العلم، وحكمة الله في أقداره. وردت هذه القصة في سورة الكهف، وهي من السور التي أُمر النبي ﷺ بتلاوتها كل يوم جمعة لما فيها من العبر والدروس.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر كما وردت في القرآن الكريم، ونستنبط أبرز الحكم المستفادة منها، مع توثيق الآيات الكريمة .
من هو الخضر؟
الخضر هو عبدٌ من عباد الله، آتاه الله علمًا خاصًا من عنده. لم يُذكر اسمه صراحة في القرآن، بل ورد قوله تعالى:
"فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا"
📖 [سورة الكهف: 65]
بداية القصة: رحلة في طلب العلم
سأل موسى عليه السلام ربه: هل يوجد أحد أعلم منه؟ فأوحى الله إليه أن هناك عبدًا صالحًا لديه علم لا يعلمه موسى. فانطلق موسى مع فتىً له (يُقال إنه يوشع بن نون) ليلتقي بهذا العبد الصالح.
قال الله تعالى:
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا"
📖 [سورة الكهف: 60]
اللقاء العجيب مع الخضر
عندما التقى موسى بالخضر، طلب منه أن يرافقه ويتعلم منه، لكن الخضر أنذره بأنه لن يستطيع الصبر على ما سيرى من أفعال قد تبدو غريبة.
قال تعالى:
"قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا"
📖 [سورة الكهف: 67-68]
الأحداث الثلاثة الغامضة
-
خرق السفينة
الخضر خرق سفينة أناسٍ مساكين! الأمر الذي فاجأ موسى:
"فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا"
📖 [سورة الكهف: 71]
لكن الخضر بيّن لاحقًا أنه فعل ذلك لينجو أصحاب السفينة من ظلم ملك كان يأخذ كل سفينة غصبًا.
-
قتل الغلام
في مشهدٍ صادم، قتل الخضر غلامًا صغيرًا:
"فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ"
📖 [سورة الكهف: 74]
لكن الخضر فسّر ذلك لاحقًا بأن الغلام كان سيكون طاغية يرهق والديه المؤمنين كفرًا وعصيانًا.
-
بناء الجدار
الخضر بنى جدارًا في قرية بخل أهلها عن إكرامهم:
"حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ"
📖 [سورة الكهف: 77]
وكان ذلك حفاظًا على كنزٍ لغلامين يتيمين في المدينة، لأن أباهم كان صالحًا.
الحكمة والعبرة
انتهت الرحلة، وكشف الخضر لموسى عليه السلام أسباب أفعاله، ليُعلّمه أن العلم الإلهي أوسع من التصور البشري. من أهم الدروس:
-
تواضع العالم في طلب العلم.
-
الصبر على ما لا نعلم.
-
أن أقدار الله تحمل حكمًا خفية لا ندركها.
-
العلم نوعان: علم ظاهر وعلم لدني.
خاتمة:
قصة موسى والخضر من أروع القصص القرآنية التي تحث على السعي للعلم، والصبر على ما لا نفهمه من أقدار الله. قال الله تعالى بعد نهاية القصة:
"ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا"
📖 [سورة الكهف: 82]
الكلمات المفتاحية :
قصة موسى والخضر، سورة الكهف، قصص الأنبياء، تفسير سورة الكهف، دروس من القرآن، موسى عليه السلام، الخضر في القرآن، علم لدني، قصص دينية مشوقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق