الخميس، 26 يونيو 2025

قصة سيدنا سليمان وملكة سبأ: دروس في القيادة الحكيمة من القرآن الكريم

قصة سيدنا سليمان وملكة سبأ: دروس في القيادة الحكيمة من القرآن الكريم

الكلمات المفتاحية: قصة قرآنية، سليمان عليه السلام، ملكة سبأ، بلقيس، عبر من القرآن، سورة النمل، قصص الأنبياء، دروس إسلامية

مقدمة: لماذا هذه القصة مهمة لنا اليوم؟

في زمن تتفشى فيه المادة وتعصف الصراعات بالعالم، تقدم لنا قصة سليمان وبلقيس (ملكة سبأ) في سورة النمل نموذجاً فريداً للحكمة والقيادة الرشيدة. فهي  قصة تجمع بين الإيمان العميق والذكاء الاستراتيجي، وتنتهي بانتصار الحق دون حرب فما أجمل أن نستلهم منها الدروس في حياتنا المعاصرة.

---------------------------------------------------------------------------------------- ----------------------------------------------------------

القصة الكاملة كما وردت في القرآن

الجزء الأول: الهدهد المخبر الاستراتيجي

كان لسيدنا سليمان -عليه السلام- جيش عظيم من الإنس والجن والطير. في يوم من الأيام، تفقد سليمان الطير فلم يجد الهدهد بينهم. وعندما حضر الهدهد أخبره بأمر عظيم:

﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (النمل: 22)

فقد اكتشف الهدهد مملكة سبأ في اليمن، يحكمها امرأة ذات عقل راجح (بلقيس)، ولكن قومها يسجدون للشمس من دون الله!

الجزء الثاني: الرسالة الذكية

أرسل سيدنا سليمان مع الهدهد رسالةً إلى ملكة سبأ محتواها:

﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل: 31)

وعندما تلقت بلقيس الرسالة، جمعت قادتها واستشارتهم في الأمر قائلة:

﴿يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ (النمل: 32)

الجزء الثالث: اختبار الهدية

اقترح القادة الحرب لكن بلقيس -بحكمتها- أرسلت هديةً فاخرةً إلى سليمان لاختبار نواياه. لكن رد سليمان كان حاسماً:

﴿قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾ (النمل: 36)

الجزء الرابع: معجزة نقل العرش

عندما قررت بلقيس القدوم، أراد سليمان أن يريها آية تدل على نبوته. فطلب من جنوده من يستطيع إحضار عرشها قبل أن تصل. فقال عفريت من الجن:

أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾ (النمل: 39)

لكن الذي عنده علم من الكتاب قال:

﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ (النمل: 40)

الجزء الخامس: اختبار الذكاء والقصر الزجاجي

غيّر سليمان في عرش بلقيس ليختبر ذكاءها. وعندما سألها: "أهكذا عرشك؟" أجابت بحكمة: "كأنه هو!". ثم دخلت قصراً أرضيته من زجاج صافٍ، فحسبته ماءً فكشفت عن ساقيها! عندها أدركت الحقيقة.

الخاتمة: انتصار الحكمة

قالت بلقيس كلمة الحق:

﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (النمل: 44)

خمس دروس عملية يمكن أن نستفيدها من هذه القصة:

الحكمة قبل القوةاستخدام سليمان للرسالة الدبلوماسية بدل الحرب

الشورى في القيادةنموذج بلقيس في استشارة قادتها

رفض الرشاوىموقف سليمان الشجاع مع الهدية الفاخرة

الإعجاز العلميإثبات إمكانية نقل الأجسام بسرعة الضوء (نقل العرش)

قوة البصيرةاعتراف بلقيس بالحق عندما رأت الأدلة

كيف نطبق هذه الدروس في حياتنا؟

·       في العملاستخدم الحكمة في حل النزاعات بدل التصعيد

·       في الأسرة: شاور أبناءك في القرارات المهمة

·       في المجتمع: لا تدع المادة تطغى على مبادئك

سؤال للتفكير

لو كنت مكان بلقيس.. هل كنت ستتخذ نفس القرار؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

المرجع القرآني:

القصة مذكورة بتفاصيلها في سورة النمل: الآيات 15-44. يمكنك الاطلاع على السورة كاملة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق