النص :
فالإنسان وقد خرج من رحم البيئة
الكونية : (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) فإنه يعود بالإنجاز الحضاري
ليندمج من جديد في هذه البيئة الأم ، غير أن وعيه محدود بالنسبة لتكوينها الكلي
الذي خرج هو كنتاج إلهي عنه قال الله تعالى:( لخلق السموات و الأرض أكبر من خلق
الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون)غافر 57 ... فالإنسان خليفة ،و خلافته ليست صورية
، بل هي خلافة أسجدت لها الملائكة ، و علم بموجبها الإنسان الأسماء كلها ، فهي
خلافة بكل معاني القوة .
و الإبداع و الفعل ( وَعَلَّمَ
آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ
أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا
أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (
33 ). ) ، و كون الإنسان خليفة لله تعطي الإنسان في فعله من قوة
الله و قدرته و تسخيره ، فلفظة خليفة تعني أن يخلف الإنسان غيره في موقعه و هذا
ليس بالموقع البسيط عن الله ... فالخلافة ذات عمق ذاتي في أصل تكوين الإنسان و
قدراته ، و ذات عمق إلهي في التسخير المطلق الذي يدفع بفعل الإنسان الحضاري ... إن
الصورة التي يفصلها القرآن لطبيعة الخلق الكوني بما فيه الإنسان تجعل الحياة تتخذ
نهجا محددا باتجاه واحد وهو اتجاه السلم و الوحدة . سلام بين
الله و الإنسان ، الذي خلق كل شيء فأحسنه و بدأ خلق الإنسان من
طين . و سلام بين الإنسان و الكون الذي فصلت آياته و أحكمت للإنسان ، و سلام بين
الإنسان و ذاته الاجتماعية : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كآفة و لا
تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ) البقرة 208: . وهكذا يستجيب الكون
فيندمج الإنسان فيه دون حرج .
(محمد عبد
السلام الصرايره - قانون التسخير ودور الإنسان في البناء الحضاري-جريدة الدستور–
15/10/2010 )
** حلّل النص تحليلا مسترسلا مستعينا بالأسئلة التّالية :
1/ - ماهو تصوّر الكاتب لعلاقة الإنسان بعالم الشهادة و
كيفية حضوره فيه؟
2/ - يذهب
كاتب السند إلى أن ''الإنسان خليفة'' . فماهي المؤهلات التي خوّلت له اعتلاء مقام
الخلافة؟
3/ - فيم
تتمثل مسؤوليات الإنسان الخليفة دينيّا واجتماعياّ و حضاريّا؟
نص معبر واسئلة مناسبة فقط يبدو ان الكاتب يبالغ في حقيقة الخلافة التي حملها الله للانسان وذلك في قوله مثلا (... فهي خلافة بكل معاني القوة ...) ايضا قوله (... فلفظة خليفة تعني أن يخلف الإنسان غيره في موقعه و هذا ليس بالموقع البسيط عن الله ...)فالخلافة في الحقيقة لاتعني غياب المستخلف لينوبه الخليفة بل هي ابتلاء للانسان في مجال محدود وهو التعمير اما تدبير الكون وحركة افلاكه الخ ...فهذه باقية لله بل حتى ميدان الاستخلاف جانب منه ليس بيد الخليفه مثلا يزرع ويحرث ويسقي الخ...لكنه ينام وينتظر ويتولى الله الامر الباقي نفس الشيءالخليفة ياكل ويشرب وهذا دوره في الخلافة لكن انتقال الطعام والشراب في العروق ونمو جسمه ليس موكولا اليه هو باق بيد مستخلفه اذا الاستخلاف بقدر ما يدل على الفاعلية الموكولة للانسان هو ايضا يدل على استمرار العناية والرعاية من المستخلف للخليفة كان الله في عونك اخي هشام
ردحذف